الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

هل يقوم الهيجان بوظيفة إيجابية دائما في حياة الفرد ؟


نص السؤال : هل يقوم الهيجان بوظيفة إيجابية دائما في حياة الفرد .
المقدمة : الانفعال الهيجاني ظاهرة ملازمة للكائنات الحية , خاصة الإنسان والحيوان ومما لا شك فيه أن الإنسان أكثر من الحيوان يعيش أنواعا شتى من الهيجان يوميا يحاول من خلالها تحقيق التلاؤم والتكيف مع المواقف المستجدة فهل يمكن السلوك الهيجاني صاحبه من التكيف أم يؤدي به إلى الفشل والانحراف ؟
التحليل :
الهيجان تكيف :
يرى بعض الفلاسفة والعلماء أن السلوك الهيجاني يمكن صاحبه من التكيف مع المواقف التي تواجهه سواء تعلق الأمر بالإنسان أو بالحيوان . فقد ذهب " دارون " بيولوجي إنجليزي (1809-1882) إلى أن الهيجان سلوك ناجح حيث يقول : " أن الخوف يدفع الحشرة إلى السكون متظاهرة بالموت عندما يحدق بها الخطر وهي آلية دفاعية إيجابية .." كما يرى برغسون فيلسوف فرنسي (1856-1941) أن الهيجان قوة نفسية تؤدي بالعلماء و الفنانين وغيرهم إلى الإبداع والخلق في مختلف الميادين فهو وظيفة نفسية إيجابية .
لكن هل كل هيجان يؤدي وظيفة إيجابية ؟ فقد يحدث و أن يتجاوز الهيجان حدود التحكم الإرادي في السلوك فيتحول إلى سلوك فاشل .
الهيجان انحراف :
يرى بعض الفلاسفة والعلماء أن الهيجان لا يمكن صاحبه من التكيف بل يمنعه من ذلك لأن الاضطرابات القوية التي يعيشها المرء على مستوى النفس والجسم تفقده القدرة على التحكم في زمام الأمور , فلا يوظف طاقاته بشكل إيجابي وقد ذهب بيار جاني (1859-1947) إلى أن الهيجان سلوك فاشل و أدنى من المستوى المطلوب , لأن الإنسان في الهيجان يبدد طاقته و يصير عاجزا عن ضبط نفسه فيحدث الفشل . كما نظر جون بول سارتر إلى الهيجان (1905-1980) فيلسوف و أديب فرنسي على أنه سلوك بديل للسلوك العادي , الذي كان من المفروض أن يكون فيقول : " إن السلوك الانفعالي .. ليس سلوكا فعليا..".
لكن هل الهيجان فاشل دائما ؟ إن الواقع لا يثبت ذلك , فقد ينشط الهيجان القدرات الكامنة في الإنسان وبتوجيه عقلي حكيم يجعله يحقق ما لم يكن قادرا عنه في الظروف العادية .
الهيجان رد فعل طبيعي يهدف إلى التكيف :
إن الهيجان سلوك صادر عن الكائن الحي يتأثر بما يجري حوله من تغيرات. وهو يحاول التكيف دائما , لكنه لا ينجح فيلا جميع الأحوال , فقد ينجح أحيانا وقد يفشل أحيانا أخرى , فهو مفيد في المواقف التي تتطلب الهيجان ومضر في غيرها . والتربية تلعب في ذلك دورا كبيرا .
الخاتمة : الهيجان سلوك طبيعي عند الإنسان والحيوان . فهو استجابة و رد فعل تجاه مثير , يؤدي وظيفة إيجابية متى كان مهذبا وفي حدوده المعقولة . ويؤدي وظيفة سلبية متى كان عنيفا ويتجاوز الحد المعقول وعليه فالهيجان لا يؤدي وظيفة إيجابية دائما في حياة الكائن الحي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عناوين المقالات

إشكالية الإدراك إشكالية العدل إشكالية تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الإنسانية الإحساس والإدراك الاستبيان الأمة الانفعالات التفكير الرياضي التفكير العلمي الحداثة في الأدب العربي الحرية والتحرر. الدولة والأمة الذاكرة الذكاء والتخيل الذكاء والذاكرة الشخصية والطبع الشعور واللاشعور الشغل والتنظيم الاقتصادي الطبيعة والثقافة العادة وأثرها العادة وأثرها على السلوك الفرضية شرط ضروري في كل بحث علمي الفلسفة نمط متميز من التفكير ما الذي يبرر ذلك ؟ اللغة و الفكر اللغة والتواصل المسؤولية و الجزاء المشكل الأخلاقي المغالطات في الفلسفة النص لـ غاستون باشلار Gaston Bachelard : النموذج والبراديغم أيهما أجدر بتحقيق العدالة : القانون أم الأخلاق ؟ أيهما أهم في الإدراك : العوامل الذاتية أم العوامل الموضوعية ؟ فلسفة فن النحت لا يوجد غيري فأنا وحدي الذي أقرر الخير واخترع الشر ما الدليل على وجود اللاشعور ؟ ما العلاقة بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي ؟ ما دور الثقافة في حياة الإنسان ؟ ما علاقة الطبيعة بالثقافة ؟ ما قيمة القياس؟ طريقة جدلية مقال حول أصل المعرفة الإشكال مقالة جدلية حول أصل المفاهيم الرياضية لأسئلة مقالة حول الحقيقة العلمية والحقيقة الفلسفية مقالة/ ھل أصل المفاھيم الریاضية تعود إلى العقل أم إلى التجربة؟ منهجية و مناهج البحث العلمي هل الإبداع ظاهرة فردية خاصة ؟ هل الاستبطان كاف لفهم سلوك الإنسان ؟ هل التجربة شرط في كل معرفة علمية ؟ هل المجتمع بالنسبة للفرد أداة قمع أم أداة تحرر؟ هل المجرم المسؤول الوحيد عن جرائمه ؟ هل النسيان مرض ؟ هل الوراثة وحدها كفيلة بإحداث فروق فردية ؟ هل تكفي المنافسة الحرة لتحقيق الرخاء الاقتصادي ؟ هل يشكل الشعور مجمل الحياة النفسية عند الإنسان ؟ هل يقوم الهيجان بوظيفة إيجابية دائما في حياة الفرد ؟ هل يمكن الاستغناء عن الفرض العلمي؟ هل يمكن الفصل بين الإحساس و الإدراك ؟ هل يمكن القول ان العقل هو اساس القيمة الاخلاقية ؟